بعد مشاهدة تقرير برنامج "يحدث في تونس" هذه الليلة على قناة باعث القناة حول الحالمين بعرش قرطاج، أقر أنا، المواطن البسيط، أنني أرى هزائم كثيرة على العتبات... أرى في عناوين الصحف صور المترشحين المبتسمين للعدسات.. تقارير كثيرة تحدثت عنهم و عن ثقتهم أن العرش قريب.. حوصرنا بالصور و الأخبار... و قفزت إلينا تحاليل المصادر المطلعة من كل الأزقة و الأرصفة...
إني أرى هزيمة كبيرة تقفز بخبث نحو أوراق ملف المترشح الحالم بالعرش... كان يحاول جاهدًا أن يبدو أصغر مما هو عليه، همس إلى المصوّر خفية وطلب إليه ان يأخذ الصورة من الزواية الأخرى لأن تجاعيد الخد الأيمن تبدو بارزة جدا.. أمضى على وصل الإستلام و تمنّى لو أن جسده المتهاوي يسعفه أياما إضافية تكفيه لأختبار دفء القصر البعيد... حاول أن يخفي إرتعاشة يده و هو يعدّل من بدلته الفاخرة مستعدا للرحيل.. لا تصريح للصحافة.. فلعلّ بعض الغموض ينجح في إصلاح ما أفسده خمول الجسد.
إنى أرى هزيمة عنيدة مثل نبتة برّية طلعت على حافة جدار إسمنتي، أراها تطلّ من رفّ المكتب أين قدم أحدهم ملف ترشحه به رزمة كبيرة من الأوراق و الشهائد.. واحدة تثبت سلامته العقلية و أخرى نظافة يده و وطنيته و أخرى تؤكد أنه رجل ذو حسب و نسب و كرم لم ينزل بأرضٍ عطشى إلا و إرتوى أهلها و أخرى تقول إنه وطني لم يتورط في أي خيانة سابقة و لم يحدث أن ركب حافلة دون أن يقتطع تذكرة الرحلة و لا شتم بوليسًا يومًا و لا الطقس الممطر إذا ما أمطرت في غير وقتها.. إنى أراه يبتسم للعدسة يفاخر بشهائده يتلمس بين الفينة و الأخرى ربطة عنقه يعدّل إعوجاجها..
إني أرى هزيمة كبيرة تترقب كذئب جائع بباب مكتب هيئة الإنتخابات المكتظ بجوقة المترشح الحالم بالكرسي... جاء إلى المكتب الفاخر بعد أن أغلق البوليس الطريق المارة من أمامه... فلا يجوز في هذه المزرعة أن يلتقي السلطان برعية يحلم بحكمها.. و لا يجب أن يلامس المترشح عرق الناس و تعبهم تحت شمس نهارٍ حار... أحاطت بالرجل جموع المصفقين من أهل حزبه و من غير أهله ممن إكتراهم بما تيسر من عطايا جزيلة و وعود كثيرة.. ليصفقوا ما أراد لهم الله أن يصفقوا حتى إذا ما قدّم الرجل المفدى ترشحه إنتشروا في الارض...
إني أرى هزيمة ثقيلة كأنها ثور مصارعة هائج حوصر في زقاق إسباني.. تتربص بمترشح مزهو بوميض عدسات التصوير الكثيرة مفاخرٍ بعدد التزكيات الخرافي... و بين الفينة و الأخرى يرفع رأسه خلسة إلى أعلى الجدار.. يحلم أن يرى صورته معلقة بعد برهة في صدر المكتب، يباغته السؤال من صحفي هاوٍ :"هل من كلمة للشعب؟" يبتسم و يحدثهم أنه إستجاب لنداء الوطن و يشرح لهم عن أسباب ترشحه في خشوع كأنه يتلو نبوءة قديمة يتحدث كأنه الأفضل و الأجمل و الأبهى و الأحلى و الأشجع و الأكرم (و لم لا "الأجعب" إن شئتم).. ثم يرفع شارة النصر بأصابع مرتعشة و يغادر تحت حراسة مشددة.
إنه بلد الهزائم.. ينسى الناس مرارتها سريعا.. و تصير إحتفالا وطنيا.
إني أرى هزيمة كبيرة تقفز بخبث نحو أوراق ملف المترشح الحالم بالعرش... كان يحاول جاهدًا أن يبدو أصغر مما هو عليه، همس إلى المصوّر خفية وطلب إليه ان يأخذ الصورة من الزواية الأخرى لأن تجاعيد الخد الأيمن تبدو بارزة جدا.. أمضى على وصل الإستلام و تمنّى لو أن جسده المتهاوي يسعفه أياما إضافية تكفيه لأختبار دفء القصر البعيد... حاول أن يخفي إرتعاشة يده و هو يعدّل من بدلته الفاخرة مستعدا للرحيل.. لا تصريح للصحافة.. فلعلّ بعض الغموض ينجح في إصلاح ما أفسده خمول الجسد.
إنى أرى هزيمة عنيدة مثل نبتة برّية طلعت على حافة جدار إسمنتي، أراها تطلّ من رفّ المكتب أين قدم أحدهم ملف ترشحه به رزمة كبيرة من الأوراق و الشهائد.. واحدة تثبت سلامته العقلية و أخرى نظافة يده و وطنيته و أخرى تؤكد أنه رجل ذو حسب و نسب و كرم لم ينزل بأرضٍ عطشى إلا و إرتوى أهلها و أخرى تقول إنه وطني لم يتورط في أي خيانة سابقة و لم يحدث أن ركب حافلة دون أن يقتطع تذكرة الرحلة و لا شتم بوليسًا يومًا و لا الطقس الممطر إذا ما أمطرت في غير وقتها.. إنى أراه يبتسم للعدسة يفاخر بشهائده يتلمس بين الفينة و الأخرى ربطة عنقه يعدّل إعوجاجها..
إني أرى هزيمة كبيرة تترقب كذئب جائع بباب مكتب هيئة الإنتخابات المكتظ بجوقة المترشح الحالم بالكرسي... جاء إلى المكتب الفاخر بعد أن أغلق البوليس الطريق المارة من أمامه... فلا يجوز في هذه المزرعة أن يلتقي السلطان برعية يحلم بحكمها.. و لا يجب أن يلامس المترشح عرق الناس و تعبهم تحت شمس نهارٍ حار... أحاطت بالرجل جموع المصفقين من أهل حزبه و من غير أهله ممن إكتراهم بما تيسر من عطايا جزيلة و وعود كثيرة.. ليصفقوا ما أراد لهم الله أن يصفقوا حتى إذا ما قدّم الرجل المفدى ترشحه إنتشروا في الارض...
إني أرى هزيمة ثقيلة كأنها ثور مصارعة هائج حوصر في زقاق إسباني.. تتربص بمترشح مزهو بوميض عدسات التصوير الكثيرة مفاخرٍ بعدد التزكيات الخرافي... و بين الفينة و الأخرى يرفع رأسه خلسة إلى أعلى الجدار.. يحلم أن يرى صورته معلقة بعد برهة في صدر المكتب، يباغته السؤال من صحفي هاوٍ :"هل من كلمة للشعب؟" يبتسم و يحدثهم أنه إستجاب لنداء الوطن و يشرح لهم عن أسباب ترشحه في خشوع كأنه يتلو نبوءة قديمة يتحدث كأنه الأفضل و الأجمل و الأبهى و الأحلى و الأشجع و الأكرم (و لم لا "الأجعب" إن شئتم).. ثم يرفع شارة النصر بأصابع مرتعشة و يغادر تحت حراسة مشددة.
إنه بلد الهزائم.. ينسى الناس مرارتها سريعا.. و تصير إحتفالا وطنيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق